الاخطاء المكررة لجماعات الاسلام السياسي
يمنات
أنس القباطي
عندما سئل القيادي الاخواني الدكتور حسن الترابي عن سبب فشل تجربتهم في حكم السودان أجاب:
“لقد أوصلْنا الخطباءَ إلى الحُكْم، فضيَّعْنا الوَعْظ، ولم نبني الدولة”.
وهو ذات الخطاء الذي وقع فيه اخوان اليمن بعد فبرائر ٢٠١١، وكرره الحوثيون بعد ٢١ سبتمبر ٢٠١٤..
ومثلهم فشل اخوان مصر وتونس في تأسيس دولة وتدوير عجلة التنمية، وقبلهم فشلت الجبهة الاسلامية في الجزائر، ولا تزال ايران تصارع المعضلات الاقتصادية منذ ١٩٧٩ وحتى اليوم.
جماعات الاسلام السياسي ستظل تكرر هذا الخطاء، لأن اهتماماتها في تأهيل أفرادها والسائرون في ركبها قائمة على الوعظ لعلمها ان المجتمع الذي تعمل عليه متدين ومحافظ تخدره الشعارات الدينية، وبالتالي يظل اهتمام هذه الجماعات بتطعيم صفوفها ومستوياتها القيادية بالتكنوقراط عند مستوى أقل من الحدود الدنيا، وان حاولت فهي تربط كل شيء بأيدلوجيتها كنظام حكم، ما يجعلها بيئة طاردة لرجال السياسة والاقتصاد والادب والفن وووووو
فلا تستغرب ان وجدت مدرس تربية اسلامية يدير الاقتصاد وخطيب جامع يرسم السياسة الاعلامية، وانتهازي يجيد الكلام المنمق ويحفظ عدد من المصطلحات يدير شؤون المالية..
وفي هذا الجانب ان وجدت حملة شهادات عليا يديرون بعض المرافق، فهم مجرد ديكور ينفذون ما تمليه عليهم السلطة الخفية .. فتتحول البلدان التي يحكموها إلى طاردة للكفاءات، جاذبة للفقهاء والانتهازيين والمتدثربن بعبأة الدين.
وهنا يصبح تاريخ ما قبل الإسلام مجرد وثنية، والاثار لا قيمة لها والتنقيب عنها محظورا، ويتحول الاحتلال المتوافق مع الإيديولوجية فتحا او خلافة، فتغلق اقسام العلوم الانسانية في الجامعات كالتاريخ والجغرافيا وعلم الاجتماع والنفس والفلسفة وغيرها، وتنتشر مراكز العلاج بالرقية والطلاسم ووو، فيتسيد الجهل والفقر والمرض وتنتشر الأمراض والأوبئة وينكفئ الناس على ذواتهم بعد ان تثقل كواهلهم الجبايات المتناسلة كالفطر، فيزداد الاحتقان، وعند أقرب متغير اقليمي او دولي ينفجر الناس كالسيل الجارف، وحينها لن ينفع البكاء على اللبن المسكوب.